حيدر صبح – سان بطرسبورغ
تعتبر هذه الكاتدرائية الأكبر في العاصمة الشمالية سان بطرسبرغ، ومحطمة أكبر رقم قياسي بعدد الأساطير المتعلق بها. كما أنها تحفة فنية بحد ذاتها لما تحتويه من أعمدة رخامية نادرة خاصة بالإضافة إلى الأيقونات بيزنطية قديمة.
ويقول المؤرخون أن اسم الكتدرائية جاء نسبة للقديس اسحاق دالماتسكي راعي أول امبراطور لروسيا بطرس الأكبر، والذي ولد في ٣٠ من أيار في ١٧١٠ م، حيث أعطى بطرس الأول امر ببناء كنيسة إسحاق من الخشب، و بعد عامان تكلل الامبراطور بطرس مع زوجته يكاتيرينة الاولى في هذه الكنيسة، وبعدها بخمس سنوات بدء العمال ببناء كنيسة من الحجر. ويذكر أيضاً ان الامبراطور أصدر أمراً يلزم جميع البحارة من بحر البلطيق بأداء قسم الولاء في هذه الكنيسة دون غيرها.
استغرق بناء الكنيسة نحو٣٠ عاما، لكن للأسف ابتلعت المستنقعات جهود العمال مما اضطرهم إلى إيقاف البناء، في في العام ١٧٦٨ قررت الإمبراطورة يكاتيرينا الثانية انهاء تحفة بطرس الأكبر فأمرت بترميم الكنيسة، لكن بعد ابعادها عن الشاطئ إلى ساحة مجلس الشيوخ.
استمرت أعمال البناء حتى العام ١٨٠٩ حيث أعلن الإمبراطور إسكندر الاول عن مسابقة لاتمام بناء كاثدرائية إسحاق القديس، لكن الحرب التي بدأت في ذات العام حالت دون ذلك.
في العام ١٨١٦ أعلن عن بناء مسابقة اخرى، ضمت أشهر المهندسين في ذلك العصر، وحينها لفت لفت انتباه القيصر مهندس غير معروف كان اسمه يوغيوسته مونفيراني، الذي بخلاف جميع المهندسين لم يقرر هدم البناء القديم، بل أعطى ٢٤ مشروعا، يضمن استخدام المبنى القديم.
الكاثدرائية الرابعة بدء ببناؤها عام ١٨١٨ وباعتبار جميع المشاريع السابقة كانت فاشلة، فقد عزز العمال الأساسات بـ ١٠٧٦٢ عامود رخامي.
تزين الكتدرائية ١٥٠ لوحة من اعمال فيودر بورني، كارل بريولوفا، فاسيلي شيبويفا، إضافة إلى ٣٠٠ تمثال ومنحوتة غائرة، من عمل إيفان فيتالي لتصبح بذلك كتدرائية القديس اسحاق أجمل كاثدرائية بأوروبا و مثال فريد من نوعه عن فن الكنائس الروسية.
على قبة الكتدرائية استخدم أكثر من طن واحد من المعادن الثمينة، كما تطلب طلي القبب بالذهب استخدام وسائل قديمة تم حظرها لاحقاً، والتي كانت تتطلب استخدام الزئبق، مما ادى الى وفاة جميع المختصين مكن عملوا على طلائها.
الكتدرائية أيضأً حطمت رقما قياسياً في الوقت لذي استغرق بناؤها فيه، حيث استمرت أعمال البناء والترميم لنحو 40 عاما حتى انه اجتاحت المدينة اشاعات تقول ان المهندس اطال في بناء الكنيسة بسبب قول عرافة له انه سيموت فور انتهاءه منها، حقيقة أو لا، توفي مونفيران فعلا بعد انتهاء أعمال البناء.
أراد المهندس ان يتم دفنه داخل الكاثدرائية، لكن الإمبراطور لم يوافق، و امر حمل جثمانه حول الكنيسة و بعدها تم نقله إلى باريس.
عُمدت العائلة الملكية في الكاثدرائية، و نظمت الاحتفالات المتعلقة بالمدينة بها.
تطلب إكمال و صيانة البناء وقت طويلا، وظهرت في المدينة أسطورة تقول ان عائلة روفانوف سوف تسقط عندما تزال العواميد المصنوعة من الخشب الداعمة للبناء، وفعلاً في العام ١٩١٦ تم ازالة تلك الأعمدة الداعمة وبعد 6 أشهر أزيح عن العرش الامبراطور نيكولاي الثاني آخر إمبراطور روسي.