روسيا المسلمة التي لا يعرفها العرب

أحمد فايز – المرشد السياحى العربى فى روسيا

يعتبر المسلمون في روسيا اليوم هم الديانة الأكبر بعد الديانة المسيحية الارثوذكسية ، حيث يبلغ عدد المسلمين فى روسيا من 25 إلى 30 مليون مسلم، علما بأن عدد سكان روسيا الإجمالى يبلغ ما يقارب من الـ 142 مليون نسمة أى أن حوالى 20% من الشعب الروسي هم من المسلمين ،

يتوزع المسلمون في روسيا على 40 قومية أكبرها التتر) 5 ملايين مسلم( يأتي بعدهم البشكير (حوالي مليون شخص)، والشيشان الذين يشكلون) مليون مسلم تقريبا (،يتوزعون فى  ما بين شمال القوقاز، حيث تستوطن هذه المناطق عدة أعراق؛ كالبلكار، والشركس، والكراشاس، والداغستانيون، والشيشان، والأنجوشيا، والقبردينو، ومناطق حوض الفولجا، وفي العاصمة موسكو يصل عدد المسلمين إلى 3 مليون مسلم ما بين سكان أصليين ومقيمين.

الأكثرية العظمى من مسلمي روسيا هم من المسلمين السنة، الذين ينتميون إلى مدرستين فقهيتين، هما الشافعية في شمال القوقاز والحنفية في المناطق الإسلامية الأخرى. وبعض فرق صوفية في شمال القوقاز تحديداً.

ويعود تاريخ الإسلام فى روسيا إلى عهد الفاتحين المسلمين الأوائل، فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب عندما وصل العرب المسلمون إلى بلدة “دربند”عام 22 هـ  /664 م المعروفة بإسم مدينة (باب الأبواب)، وهى إحدى مدن جمهورية الداغستان التى تقع فى شمال القوقاز بجنوب روسيا الاتحادية.

لاحقاً انتشر فيها الإسلام فى المنطقة الثانية التى وهى منطقة حوض الفولجا والتى كان فيها مملكة البلغار )بين القرنين السابع والثالث عشر الميلادى( حول التقاء نهرى الفولجا والكاما والموجودة حاليا فى أراضى روسيا )جمهورية تتارستان(، فقد تم اعتناق الإسلام كديانة رسمية عام (310هـ- 921م) وذلك عندما أرسل ملك البلغار “ألمش بن يلطوار ” وفداً إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله في بغداد ،طالباً منه أن يرسل معهم من يعلمهم الإسلام وأحكامه، ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة له في بلده وجميع مملكته، ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين ولحماية البلغار من تهديدات الخزر الذين كانوا على دين اليهود؛ وقد أرسل الخليفة العباسي المقتدر بالله  بعثة على رأسها ابن فضلان (أحمد ابن فضلان من أشهر الرحالة المسلمين العرب الذين كان لهم السبق في الكتابة عن الروس ) إلى ملك الصقالبة، و بوصول ابن فضلان إلى مجلس الملك ،اعتنق الإسلام، وكان بمعيته وفد من العلماء والفقهاء ورسول ملك الصقالبة المسلم بارس الصقلبي .

واعتبر ما كتبه ابن فضلان، من أفضل ما كتب في تاريخ الحياة الاجتماعية لسكان حوض نهر الفولغا من الوثنيين الروس والبلغار والصقالبة، واعتبرت رسالته هذه من أفضل المصادر في التاريخ الاجتماعي والسياسي في التاريخ الروسي لتلك الفترة حتى اليوم.

في زمن  الاتحاد السوڤيتي مثل الديانات الأخرى ، كان المسلمين يتعرضون للظلم والاضطهاد ،وتم إغلاق الكثير من المساجد ،وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991م حدث تحول كبير. حيث تغيرت السياسة الدينية الروسية وأصبحت هناك تشريعات تتيح حرية الاعتقاد لكل مواطن روسي.

وتشهد روسيا في العقدين الأخيرين نهضة إسلامية نشطة. فيجري تشييد المساجد (وصل عددها إلى أكثر من 4 آلاف) ،وتوجد فى موسكو أربعة مساجد وفى النية القيام خلال السنوات القادمة بتشييد 11 مسجدا آخر في العاصمة الروسية ،يوجد المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة موسكو،كذلك هناك الجامعة الإسلامية الروسية بمنطقة تتارستان ومقرها مدينة كازان،كما في داغستان توجد كل من الجامعة الإسلامية ومعهد العلوم الدينية والعلاقات الدولية، ويتزايد عدد الذين يؤدون فريضة الحج عاماً بعد عام. فقد أدى فريضة الحج في السنة الماضية16 ألف شخص وينوي أداء فريضة الحج في هذه السنة حوالى 25 ألفا روسي مسلم كما فتحت فى العاصمة موسكو الكثير من محلات الطعام الحلال.

تعليقات

أضف تعليق

شاهد أيضاً

احذر عمليات النصب والاحتيال على الانترنت

نشرت قناة What’s up Russia على يوتيوب فيديو جديد تحكي لنا فيه كارينا عن ضرورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

error: المحتوى محمي
%d مدونون معجبون بهذه: