توقفت الحرب التي دارت رحاها بين روسيا وفرنسا في العام 1805 فأرسل القيصر الروسي آنذاك الضابط الشاب ألكسندر تشيرنيشوف إلى نابليون بونابرت حاملا له رسالة من الروس ، و عند اللقاء تجرأ الضابط الروسي وناقش نابليون مما أذهل الحاشية باعتباره انتهاكا للدبلوماسية لكنه بنفس الوقت أثار إعجاب نابليون وبقي عالقا في ذاكرته حتى العام 1810 حيث عين تشيرنيشوف دبلوماسيا في السفارة الروسية في فرنسا الأمر الذي ساعده في أن يصبح ذو نفوذ ومعارف كثر، وأعطى الانطباع أنه رجل مستهتر يهتم بالنساء ووطد علاقته أكثر وأكثر عندما أنقذ أخوات نابليون من حريق اندلع في حفل السفارة النمساوية ولقب بعدها بقيصر باريس و ظل مستمرا في عمله الاستخباري وإرسال المعلومات السرية إلى روسيا. وتشير الوثائق السرية بأن العميل أسس شبكة من المخبرين في باريس وأهم شخصيات هذه الشبكة كان المسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية الذي كان يقدم المعلومات للإمبراطور نابليون بونابرت حول أعمال جيشه في أوروبا.
وانتهت مهمة تشيرنيشوف في فرنسا عندما تم اكتشاف عمله السري وحاولوا اعتقاله لكنه كان أسرع منهم وهرب إلى روسيا قبل ذلك بوقت كبير، ونتيجة الخدمات التي قدمها منح رتبة جنرال في بلده وخاض الحرب مرة أخرى ضد فرنسا التي هزمت في تلك المعركة وتم إرسال نابليون إلى المنفى حيث كان الإمبراطور الروسي يريد إرسال تشيرنيشوف معه ولكنه غير رأيه مراعاة لمشاعر نابليون.
أصبح تشيرنيشوف وزيراً للدفاع وهو في السادسة والأربعين من عمره وتابع الجنرال اهتمامه الخاص في إعداد عناصر الاستخبارات والعملاء للعمل في الخارج.
توفي الكسندر تشيرنيشوف عام 1857، وفي شهر أيلول/سبتمبر من عام 2012 تم تشييد نصب للجنرال في ضواحي موسكو في مدينة ليتكارينو بالقرب من مزرعة تشيرنيشوف سابقاً وبهذا تكون روسيا قد أثبتت بأنها لا تنسى من قدم حياته خدمة لها.
..
هذه هي الدولة العظيمة …..تحيا روسيا تمجد ابطالها