مقتل ستالين يثير الجدل مجددا وثلاث نظريات محتملة

ريم مكنا

أثار إطلاق فيلم “موت ستالين ” الذي ظهر هذا العام التساؤلات حول صدق الرواية الرسمية لنهاية الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين في 5 آذار مارس عام 1953، لذلك سوف نكون جزءا من هذا الجدل ونقدم لكم ثلاث نظريات محتملة لموت ستالين.

1ـ النظرية الأولى التي تقول أن تعرض ستالين لسكتة دماغية أدى إلى وفاته وذلك بعد نوبة غضب شديدة بسبب  مجموعة من كبار المسؤولين السوفييت المحيطين به الذين ثاروا ضده  بل وقاموا بتهديده بسبب قراره ترحيل اليهود السوفييت إلى سيبيريا ، وهذا ما أكده نيكيتا خروشَوف الذي صرح لصحفي فرنسي بهذه القصة.

ولم يكن خروشَوف هو الوحيد الذي قدم هذا الإدعاء ولكن أيضا الكاتب السوفييتي إيليا إهرينبورغ الذي ذكر في حديثه مع الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر أن مجموعة “المتآمرين” كما سميت هددت ستالين بدخول الجيش إلى الكرملين إذا لم يتراجع عن خطة ترحيل اليهود بل وأكثر من ذلك قام أحدهم  وكان يهوديا بتمزيق عضويته في الحزب ورميها بوجه ستالين مما جعله يشعر بالإذلال ويتعرض لسكتة دماغية يتوفى على إثرها.

وتثير هذه النظرية الكثير من الجدل لأن الكثير من المؤرخين يوافقون على عدم وجود أية أدلة على خطة لترحيل اليهود آنذاك لا في السجلات الشخصية لستالين أو سجلات الحزب، شيء آخر هو أن خروشَوف نفسه لم يشر إلى هذه القصة مرة أخرى ولا حتى في مذكراته التي طبعت في الغرب عام 1970 ، وربما تكون القصة كلها محاولة لتجميل صورة خليفة ستالين.

2ـ نظرية “الرجل صاحب الفأس”

يدعي البعض أن نيكيتا خروشَوف لم يكن له دور في التمرد الذي حصل ضد ستالين فحسب، ولكنه كان المهندس الرئيسي لمقتل ستالين، حيث أنه في أحد التصريحات العلنية أشار إلى أن وفاة الزعيم السوفييتي كانت عن سبق الإصرار.

وقال في تصريح آخر أن الكثير من الديكتاتوريين المتوحشين في تاريخ البشرية حول العالم ماتوا بنفس الفأس التي تسلموا بها السلطة، ولكن هذا الكلام حذف عند نشر الخطاب كاملا في الصحف.

ويشير المؤرخ أليكس دوغين باعتقاده أن الرجل ذو الفأس هو نفسه خروشَوف وهو المخطط لقتل ستالين الذي كان سيصدر قرار بإقالة وزير أمن الدولة سيمون إغناتيف وراعيه خروشَوف فقام خروشَوف بخطوة استباقية وتمت عملية قتل ستالين وبعدها بثلاثة أشهر تم القبض على لافرنتي بيريا الرئيس القوي للشرطة السرية السوفييتية وإعدامه.

3ـ نظرية موته بالسم على يد بيريا

احتمال تورط لافرنتي بيريا في مقتل ستالين واردة باعتباره الرجل الثاني في البلاد وقد خشي من التطهير المحتمل الذي كان ستالين ينوي القيام به و بيريا نفسه أحد أهدافه فسبق ستالين وضرب أولا.

ووفقا للمؤرخ نيكولاي دوبريوخا الذي ذكر في كتابه”كيف قتل ستالين” أن بيريا استخدم نوعا نادرا من سم الأفعى أو العنكبوت مستشهدا بعبارات وزير الخارجية فياتشيسلاف مولوتوف الذي ذكر أن بيريا قال بعد وفاة ستالين لمجموعة من المسؤولين السوفييت رفيعي المستوى أنه هو من أنقذهم من ستالين وهم بدورهم أظهروا امتتناهم الشديد واعتقلوه وأعدموه بعد وقت قصير.

في النهاية سيظل مقتل ستالين مثار الجدل والشك لفترة طويلة ولكن هناك شيء واحد مؤكد أن الضباط والمسؤولين الرسميين لم يسارعوا إلى إحضار الطبيب عند إصابة ستالين بالجلطة الدماغية، أيضا ذكر أن ستالين قد مرض ومات داخل الكرملين ولكن في الحقيقة الحادثة حصلت في الريف ، وأمر آخر هو أن ليس هناك أي شيئ واضح في التقارير الطبية المتعلقة بموته مما يزيد الأمر غموضا حتى يومنا الحالي .

تعليقات

أضف تعليق

شاهد أيضاً

البوابة المصرية على الأراضي الروسية

أحمد فايز المرشد السياحى العربى فى روسيا كانت الحضارة المصرية القديمة دوما ملهمة لشعوب العالم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

error: المحتوى محمي
%d مدونون معجبون بهذه: