أحمد فايز المرشد السياحى العربى فى روسيا
يفباتوريا أحد أشهر وأجمل المدن السياحية على ساحل البحر الأسود وبالتحديد تقع فى غرب شبه جزيرة القرم ، تمتد المدينة لحوالي 20 كم على طول خليج كالاميتسكي الضحل ، وتعتبر واحدة من أقدم المدن فى العالم. يرجع تاريخها إلى حوالي 2500 عام قبل الميلاد. ، وفي أيامنا هذه يوجد حى فى وسط المدينة يسمى “القدس الصغيرة” أو “ليتل أورشليم” كما ينطقها أهلها ، حيث يوجد معابد مختلفة للديانات الثلاث: كاتدرائية أرثوذكسية ، مسجد ، معبد يهودى، كنيسة أرمنية .
تصارعت عليها الأمم والإمبراطوريات عبر العصور،سماها اليونانيين كيركينيتيدا باليونانية ، ،عاش فيها قبائل من التتار والمغول ، بعد سقوط القرم في عام 1475 في تبعية الإمبراطورية العثمانية حيث استولت الدولة العثمانية على كامل ساحل القرم ، بنوا فيهاحصنًا محصنًا جيدًا ، أطلقوا عليه اسم جوزلف ، أطلق عليه الروس إسم كوزلوف وإستعادوها لاحقا بعد معارك عنيفة وأصبحت يفباتوريا و شبه جزيرة القرم جزءًا من الإمبراطورية الروسية ، في عام 1784 تم تغيير اسم المدينة “بسبب عدم تناسق الاسم” إلى إيفباتوريا تكريماً لملك بونتيك ميثريدات السادس إيوباتور .
وهي مدينة فريدة من نوعها من عدة جوانب ، فقد وهبها الله خصائص متميزة ، ففيها شواطئ رملية نظيفة ، ومياه البحر فيها دافئة مع بحيرات الملح الطبيعية بحيرة موينكي في الغرب وبحيرة ساسيك في الشرق، وطين شافي يحتوي على عدد كبير جداً من الفيتامينات والأحماض الأمينية والمياه المعدنية،هوائها مليء برائحة أعشاب السهوب) جزء من سهوب شبه جزيرة القرم( ، مناخها معتدل دون تغيرات حادة في درجات الحرارة طول العام أ كثر من 280 يوم مشمس في السنة.
ونظرًا للعوامل الطبيعية والمناخية ، بنى فيها الكثير من المصحات العلاجية والتى تقدم لضيوفها أنواع مختلفة من العلاج الطبيعى: العلاج بالتدليك ، الاستحمام بالهواء ، العلاج بالحمام الشمسي ، العلاج بمياه البحر ، الإستحمام البحري ، علاج الحركة ، الاستحمام بالرمل ، تلقي حمامات كبريتيد الهيدروجين ، الاستحمام بثاني أكسيد الكربون ، والاستحمام الرادون ، والاستحمام المعدنية ،ومعالجة المياه المعدنية ،حيث يوجد بالمدينة عدد كبير من المصحات العلاجية.
كما تشتهر يفباتوريا أيضًا بتاريخها القديم ، فضلاً عن المعالم المعمارية التي تقف كشاهد على العصور التاريخية التى مرت بها أحداث غيرت موازين القوى فى العالم ، وتعتبر ذات أهمية استراتيجية كبيرة؛ فتاريخياً، كانت موضع نزاعات وحروب طويلة بين الإمبراطوريتيْن الروسية والعثمانية، وإنجلترا وفرنساالذين انضموا للعثمانين فى حرب القرم (1853-1856)
بقي فيها حتى اليوم الكثير من المعالم الإسلامية والمسيحية واليهودية تقع معظمها فى الحي التاريخي ،فيوجد الحمام التركي ،والتكية ،الدرويشية و مسجد جمعة جامى جامع الجمعة أو مسجد الخان الذى يقع في قلب مدينة يفباتوريا، ليس ببعيد عن شاطئ البحر، ويعتبر أهم الآثار المعمارية الإسلامية الباقية من عصر النهضة في القرم، وهو أضخم مساجد القرم مساحته 518 م2 بناه المعماري سنان باشا في نهايات القرن السادس عشر على الطراز العثماني، مشابها لمسجد “آية صوفيا” (المسجد الأزرق) في مدينة إسطنبول التركية،ودفن في هذا المسجد ٣ أبطال من الضباط المصريين الذين خاضوا غمار هذه الحرب وقاتلوا فيها بأعظم شجاعة، تغمدهم الله بواسع رحمته وجزاهم بجهادهم الجزاء الأوفى هم : الفريق سليم فتحي باشا ،والأميرلاي علي بك ،الأميرلاي ورستم بك الذين استشهدوا فى حرب القرم ( 1853-1856).
وعلى مرمى البصركاتدرائية القديس نيكولاس على الطراز البيزنطي بنيت على التبرعات بعد نهاية حرب القرم زارها في عام 1916 الإمبراطور نيكولاى الثاني مع عائلته ، في الجوار توجد الكنيسة الأرمنية، ومعبد يهودى، وبوابة كيزليف أيضاً من المعالم المدهشة في المدينة و التي تعود للقرون الوسطى ، كان هناك خمسة منهم ، ولكن حتى يومنا هذا نجا واحد فقط .
ومن الجدير بالذكر أنه يوجد العديد من أسماء أماكن القرم دول مختلفة فمثلا في باريس يوجد شارع يسمى ايفباتوريا ( في عام 1854 ، هبطت القوات الفرنسية التركية في شبه جزيرة القرم) ويوجد ميدان شهير يسمى ميدان القرم .
في سويسرا ، هناك فرقة ما الروك تدعى يفباتوريا اسم ليس عرضيًا ، ووفقًا لأحد الموسيقيين ، فهو يرتبط يرتبط بواحدا من أكبر التلييسكوبات فى العالم RT-70 بالقرب من إيفباتوريا ، من خلاله يتم إرسال الرسائل إلى الحضارات خارج كوكب الأرض من وقت لآخر
وقد قال عنها الكاتب العظيم فلاديمير فلاديميروفيتش ماياكوفسكي : “أشعر بالأسف لأولئك الذين لم يذهبوا إلى يوباتوريا!”.