ريم مكنا
إنها إيلينا بيسيدينا من منطقة الأورال، هي فنانة متجولة ، مصورة فوتوغرافية، زوجة وأم لولدين قررت أن تغير حياتها بشكل جذري وترحل مع زوجها متخلية عن الحياة المدنية لتصبح من سكان البراري وتعيش في منزل خشبي صغير يقع في غابة التايغا على بعد4800 ميلا عن موسكو.
تقول إيلينا أو امرأة التايغا كما تسمي نفسها، أنها لم تكن تشاهد زوجها إلا مرة كل عام أو عامين لذلك قررت خوض المغامرة مع كامل أفراد أسرتها، وتضيف أيضا أنها فخورة بزوجها الذي لم يستغرق سوى ثلاثة أسابيع لبناء المنزل الخشبي وسط الغابة.
بدأت المغامرة من كراسنويارسك التي تبعد 1900 ميلا عن موسكو تلتها ياكوتيا حيث عاشت العائلة مع غزلان الرنة في التندرا، بعدها سافرت إلى التشكيلة الصخرية لينا بيلارس واحتفلت بالسنة الجديدة في الصيف، ووصلت إلى المناطق التي لم تصلها القطارات ولكن الطائرات فقط فعلت.
تتحدث إيلينا عن منطقة ياكوتيا والتي تسمى أيضا بأرض الأساطير نظرا لمدى خطورة الأرض وكثرة الانهيارات بسبب ذوبان الثلوج والأمطار الصيفية، وتقول أيضا أن الحياة هناك أشبه بالخيال حيث يذهب الأولاد إلى المدرسة على ظهر غزال الرنة، الأمر مماثل لمدينة ديزني ولكن في سيبيريا.
تضيف إيلينا من الأشياء الخيالية التي كنا نقوم بها هو التقاط السمك عن الأشجار كل صباح حيث تخرج الأسماك من الحفر الجليدية مع شروق الشمس، وفهمت الآن لماذا يبني الصيادون أكواخهم بجانب الحفر الجليدية، أما التحلية فمكونة من مخاريط الصنوبر هذا ما يجعل الغذاء مستوفيا كل العناصر الصحية.
تتحدث إيلينا عن طفولة أولادها هناك قائلة أنها مدهشة فلا حدود للاستكشاف وسيبيريا بأكملها هي ملعبهم الكبير، وأصدقائهم الكلاب وغزلان الرنة.
أخيرا تتحدث إيلينا عن الترحال ومدى صعوبة تأمين النقود ، فليس سهلا السفر مع طفلين صغيرين إن الأمر ليس نزهة أبدا ولكن المتعة النهائية هي البقاء على قيد الحياة وإدارة كل شئ بأنفسنا وبهذا نصبح أقوى أكثر استقلالية ونعاود التفكير بتجربة سفر جديدة.